الموت على طريقة الكبار
سأموت مثلك لو قليلا
وأزيل خارطتي ليعبرني القطار
أنا لن أخون الماء في عينيك
لن أستبدل الفودكا بشاه قبيلتي
لا لن أقدم نخلتي للريح
ثم أظل أرتقب النجوم
لأسند الأحزان ظل غمامة سوداء غادرها الصباح
لكنني أيضا سأختصر الحصار
سأقول مثل بقية الأشجار " حاضر "
لأكون أول من يموت ولا يموت
وأكون آخر شرفة خضراء تجمع عاشقين
وتستريح من الفضيلة
تستريح من الشياطين الكثيرة
والكلام العاقري ..
سأموت بعدك
فاحتفل بي مرتين
ثم لا تدعو ظنونك
وحدنا من يستحق الإحتراق
واحتمل كل غبائي
سوف أنسى أن أعد حقيبتي
أن أمر علي رفاقي
أن أسافر
فأنا منذ انصراف جنازتي
لم أجد ما يستحق الموت كي أبكي عليه
لم أجد ما يستحق الشعر كي يبكي علينا
لم نجد ما يستحق الريح كي نبكي معا
فأخذوني
واتركوا قبعتي ظلا
لمن يسقط بعدي
اذهبوا بقميصي المقدود للذئب وقولوا
لم نجد أنيابنا . . .
فاضطررنا للكذب
وافرحوا
ــ مات كما شاء شهيدا
مات كما شئنا ونام
سأموت لو وحدي
وأصطحب القصيدة للرماد
ستموت مثلي
غير أن دماءها الصفراء لن تأتي معي
ستطل من حين لحين ٍ في فوانيس المدينة
تسكب الحزن لسكان الرصيف
وتغني
لو تغني كالعصافير السجينة
كالسماء البائسة
فأنا مازلت في الموت
لذا لا أسمع الأوجاع وهي تقول خذني
سأموت لو كذبا
كما متنا مرارا
لا تحسبوني لا أجيد تعثري
أنا مثلكم
سقطوا جميعا
غير أني ما سقطت سوى وحيدا
فارفعوا خاصرتي
حين لا أمضي بوجه أبي
وقولوا
كان مثل الماء ظمآنا شريدا